الحرب ذات أهمية للمجتمع الإسرائيلي ذي النسيج المفكك غير المتلاحم، فلا نجاة لهم مع وجود سلام حقيقي، وهذا ينسجم مع الخبر القرآني الصادق عنهم: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة.
في محاضرة هذا الأسبوع بدأت الحضور بسؤال: كيف تحب أن تلقى الله؟
أجابوا بصوت واحد : أن أموت ساجداً.
لم يفاجئني الجواب، فهو شيء أتمناه لنفسي، و« أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ » رواه مسلم.
صاحبي (ف) تديَّن أخيراً ولم يحصل على تعليمٍ كافٍ، وتلقَّى ممن حوله بضع مسائل يدور عليها حديثه واهتمامه؛كتب لي رسالة يشكو فيها من مظاهر سلبية تدور حول اللحية، والإسْبَال، والغناء، وكشف وجه المرأة، والنمص، والتدخين..
يوم أن كنا صغاراً نسابق بعضنا أينا أسرع ختماً للقرآن، وأينا أسرع قراءة، وأينا الذي يصل لآخر السورة أولاً، ومع لطافة هذه السباقات وفضلها إلا أنها جزء من سمة عامة للتربية التي تقدم (الكيف) على الكم، وتحرص على (العدد) مقابل (الصفة والأداء)، ولذا ربما يهذّ الإنسان القرآن هذًّا كهذِّ الشعر، ونثرا كنثر الدقل،
عبد الرحمن السميط رقم لا يتكرر كثيراً، التواضع والبساطة سيماؤه، لا يرى لنفسه شيئاً ويتعامل مع الآخرين كأساتذة وملهمين .. وهو الأستاذ الملهم!
حين يلتقي في ملعب الكرة ناديان عريقان كالنصر المتصدر والهلال المتألق سيكون علينا أن نبحث عن موضع التعصب!
التعصب لم يولد مع الكُرَة، بل هو تركيب نفسي داخلي كان معنا في ثارات القبيلة ولا يزال! تعلمنا ودرسنا وذهبنا إلى بلاد العالم واختلطنا بالشعوب وصرنا نوصف أحياناً بأننا (مثقفون)، ولا يزال بعضنا يتعصب لمدينته أو منطقته وكأنها العالم كله، ولا يحس بـ(الوحدة) الروحية والنفسية والإنسانية حتى مع بني بلده!
سألت شاباً: كيف تتعلم أن تحب؟ رد ببراءة: أعرف حب الخشوم والأيدي والأكتاف!
عادة خليجية غريبة، و"الحب" يعني هنا : التقبيل.
شاعر الحب بلا منازع (نزار قباني) يقول :
الحب في الأرض شيء من تخيلنا *** لو لم نجده عليها لاخترعناه
قال "صلى الله عليه وسلم": «مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءه، ومَن كره لقاء الله كره اللهُ لقاءه»، فقالت عائشة: يا نبيَّ الله، أكراهية الموت؟ فكلنا يكره الموتَ؟ فقال: «ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورضوانه وجنته، أحبَّ لقاء الله فأحبَّ اللهُ لقاءه، وإن الكافرَ إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله وكره اللهُ لقاءه». (أخرجه مسلم).
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة